من نحن   |   اتصل بنا   |  
مقالات اليوم
حجم الخط :
عدد القراءات:
29232339
21-09-2020 10:24 PM

ذي قار في عيون الأجيال




بقلم: بشير أبو العباس

الكل يعلم أهميتها من عدة نواحي في الحياة، ولكن علينا أن نحدّث الأجيال القادمة عن مدينة طالما نالها القسم الأكبر من الظلم والتضحيات الجسام سواء في سوح المعارك النظامية أو في المعارضة السياسية للأنظمة الفاسدة والمتسلطة والدكتاتورية، مدينة فيها من الطاقات العلمية والعملية ما يكفي لإنشاء دولة مستقلة تنعم بكل مقومات الحياة إن أرادت ذلك.

هي مدينة تزخر بالفن والشعر والأدب الفطري، ترى فيها الكبير والصغير الرجال والنساء الشباب والشابات مبدعون في نظم الأشعار وخصوصا (الدارمي والأبوذية)، بل أن أغلب أصواتهم جميلة في أطوار الغناء الريفي، ولكن غالبيتهم يخجلون من الظهور علنا في هذا المضمار نظرا للأعراف العشائرية.

ذي قار عموما والناصرية خصوصا تعتبر مدينة الفن والشعر والأدب حيث الكثير من ابنائها المشاهير في عالم الفن والأدب ومنهم الفنانين الكبار حضيري أبو عزيز وناصر حكيم وداخل حسن وستار جبار وجبار ونيسة وحسين نعمه وطالب القرة غولي والشعراء زامل سعيد فتاح وكاظم الركابي وعريان السيد خلف وكاظم إسماعيل الكاطع والفنانة سناء عبد الرحمن والفنانة امل طه، إضافة إلى آخرين كثر.

تراهم يغنون أثناء العمل والزراعة والصيد، لا يفكرون بما هو قادم يعيشون كل يوم بيومه، يرتضون برزق الله مهما كان بساطة ما مكتوب لهم منه، ينامون يحلمون، ولكنهم في السنين الأخيرة تغير تفكيرهم فبدؤوا يحاولون صنع الحياة الحقيقية لأنفسهم ولمستقبل أطفالهم.

الناصرية وذي قار عموما مدينة نهضة منذ أن عرفها التأريخ تثور على الظلم فهي الشجرة الطيبة، فهل يعلم السياسيون ذلك؟، هل يعلمون أن ذي قار مدينة حرة طالها الظلم على مدى عقود من الزمن؟ هل يعلمون أن الأهالي هناك بإمكانهم أن يعيدوا أمجاد الأجداد وتلك الأمجاد معروفة للقاصي والداني ولا تحتاج إلى شرح؟، هل يعلمون عمق الحضارة في هذه المحافظة المنكوبة حاليا بأهوارها وبعض قراها التي في بعضها لا يوجد تعليم ولا صحة ولا حتى مياه إسالة؟، هل يعلمون أن فيها بعض الحيوانات في بعض القرى تفتك بالأهالي كما تفتك الأمراض بأرواحهم، فإن كانوا يعلمون ولا يطالبون برغد العيش لأبنائها فتلك مصيبة ما بعدها مصيبة، أما إذا كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظمُ، لأن في هذه المحافظة تنطبق المقولة الشهيرة ( يا ويلكم من الحليم إذا غضِب) وذي قار فيها من الحلماء ما يكفي لسد الشمس.

ذي قار التي يقدر عدد سكانها بحوالي مليون و 800 الف نسمة تضم شيعية وسنة وصابئة، كما تضم العديد من القبائل العربية من البدو والحضر إضافة إلى تواجد عرب الاهوار في منطقة الأهوار وأقلية كردية، وهذا التنوع لا يعطِ إلا مفهوم واحدا هو أن تلك المحافظة بسيطة ومسالمة فوق المعتاد.

قد يتهمنا البعض هنا أننا نحاول كسب ميول الشارع لأن بعض السياسيين يعتبرون ذكر الحقيقة تقرباً للكسب ويتحسسون ذلك، ولكن في ذات الوقت عليهم في حال اعتبروا ذلك تأويلا أو حقيقة ضائعة، أن يتقوا شر المحسنين، لأن السكون في بعض الأماكن يرافقه هيجان شعبي قد لا يندثر، والآن على كل سياسي حليم أن يفكر ويتعهد بمساعدة الشرفاء في الحكومة على محاربة الفساد ومعاقبة المفسدين وتنظيف دوائر الدولة ومؤسساتها منهم، وفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول الجوار والدول الاقليمية وبقية دول العالم وفقا لما تقتضية مصالح العراق، فهل من مجيب؟

 ذي قار في عيون كاتب.




اضف تعليق
اضف تعليقك
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم:
البريد الالكتروني: اظهار البريد الالكتروني
التفاصيل: