من نحن   |   اتصل بنا   |  
مقالات اليوم
حجم الخط :
عدد القراءات:
15044
29-09-2018 12:31 PM

المِنطقة وَ الصواريخ .!




كتبه: رائد عمر العيدروسي
إنّه حديث الساعة , وموضوع الساعة , ويجري تصفّحهُ وتقليبهُ ساعةً بعدَ ساعة , تحسّباً واحتياطاتٍ استباقيةٍ لساعةٍ مفترضة لحدثٍ مرتقب .. ونشير أنّ الأمر غير مرتبطٍ بصواريخ < إس 300 – ارض \ جو > التي ستمنحها روسيا الى سوريا قريبا ردّاً على تسببّ مقاتلات اسرائيلية بأسقاط طائرة ” ايل 20 ” الروسية مؤخراً , فالأمر لا يقلّ عن خطورة ذلك , ولعلّه يفوقه بكثير .
فحيث نقلت صحيفة ” وول ستريت جورنال الأمريكية ” يوم امس بأنّ البنتاغون ” وزارة الدفاع الأمريكية ” سوف تسحب اربع منظومات صواريخ ” باتريوت ” من : < الكويت , الأردن , والبحرين > في مطلع الشهر المقبل , واضافت هذه الجريدة نقلاً عن مسؤولين عسكريين امريكيين ” لم تذكر اسماءهم ” بأنّ الولايات المتحدة سوف تسحب عدداً من البطاريات المضادة للصواريخ والطائرات من عموم المنطقة , لكنّ ال ” وول ستريت جورنال ” فاجأتنا ولربما فاجأت المراقبين وعموم الأوساط الإعلامية العربية المختلفة , بقولها : – < أنّ تحوّل التركيز عن عن الصراعات القائمة منذ فترةٍ طويلة في ” الشرق الأوسط وافغانستان ” الى ” التوترات مع الصين وروسيا وايران ” > .! , ومهما يكن القصد او الهدف الذي اعتمدته و برّرته هذه الصحيفة عبر الربط بين سحب الصواريخ من المنطقة العربية ومن دولٍ خليجية لها وزنها النوعي , وبين افرازات الأحداث مع الصين ” تجارياً وضريبياً ” , وكذلك التوتر بين روسيا وامريكا في الجبهة السورية والذي من المحال أن يبلغ مرحلة التصادم العسكري مما يستدعي سحب منظومات صواريخ الباتريوت , لكنّما والى حدٍّ ما ” على الأقل ” فيترآى أنّ ” ما وراءَ الأكمةِ ما وراءها ” .! , بل قد لا حاجةَ حتى للإستشهاد بهذا المثَل , فالأحداث المحسوسة والملموسة لا تتطلّب صوراً ودلائلاً موثّقة سابقة لأوانها القريب .! , فالإجراء الأمريكي المفاجئ والجديد ” والذي لايفاجئ الأوساط السياسية والإعلامية المطّلعة على ثنايا الأحداث ” , وبغضّ النظر ممّا يعرّض الأمن الدفاعي – الجوي للكويت والبحرين من فجواتٍ ومخاطر ” وأنّ إدراج الأردن هو لذرّ الرماد في العيون وخلط الأوراق ” , كما أنّ المسألة لا تتعلّق باستنزافٍ ماليٍّ امريكي للكويت والبحرين لإعادة الباتريوت الى اراضيها ثانيةً , فهكذا استنزاف ممكن اجراؤه في ايّ وقت وحتى بدون سيناريوهات .!
هذا الحدث الصاروخي – الأمريكي ودلالاته شبه المتشعّبة , اضحى وامسى شديد الوضوح وربما اكثر من اللازم .! وبالرغم من تحليل الجريدة الأمريكية المسوّغ ” وربما دون قصد , فالموضوع مرتبط كلياً بأبعاد مواجهة عسكرية ايرانية – امريكية افتراضية ” عبر الصواريخ ” ولربما بوسائلٍ اخرى غير تقليدية وغير مكشوفة ” بعد يوم الرابع من تشرين – ثاني المقبل , اي بعد الشروع بأعلان وتنفيذ العقوبات النفطية الأمريكية ضدّ ايران , ومع ما قد يحمله من مضاعفات وافرازات , وسيما بعد تصريحات كبار المسؤولين الأيرانيين بأنّهم سيحرمون دول الخليج من تصدير نفطهم اذا ما منعتهم وحرمتهم الولايات المتحدة من تصدير النفط الأيراني , ومن الطبيعي أن ليس بوسع طهران منع تصدير النفط الخليجي إلاّ بقصف المنشآت البترولية الخليجية بالصواريخ او إغراق ناقلات نفطها في مياه الخليج بالصواريخ والألغام البحرية وسواها ايضا , وأنّ التصعيد الأفتراضي في ذلك قد يطال القواعد والمنشآت العسكرية الأمريكية في البحرين والكويت وغيرها كذلك .! , وإنَّ للأمريكان والأيرانيين حساباتهم في ذلك . ومن جانبٍ آخر او زاويةٍ اخرى فيبدو أنّ الحسابات الأمنيّة الأمريكية تتحسّب لأبعد الإحتمالات والتي من ضمنها تعرّض منظومات صواريخ الباتريوت في بعض دول الخليج العربي الى عمليات تخريب وتدمير ” من الداخل ” قبل نشوب المواجهة العسكرية المفترضة مع الأيرانيين .
لا نبتغي الإسترسال الإستباقي لتطورات ومضاعفات الأحداث المقبلة < والتي نشكّ كثيراً أن تبلغ حدّ المواجهات العسكرية والصاروخية > , لكنما تساؤلاً ” لا تصعب الإجابة عنه ! ” : – < فهل صواريخ الباتريوت الأمريكية اسقطت كافة صواريخ الحوثيين – اليومية المسددة نحو السعودية ! وإلاّ لماذا يستمرّ الحوثيون في اطلاق صواريخهم نحو المملكة .!؟ , وهنا لا نكررّ القول بأنَّ < ما وراء الأكمةِ ما وراءها > .!




اضف تعليق
اضف تعليقك
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم:
البريد الالكتروني: اظهار البريد الالكتروني
التفاصيل: