من نحن   |   اتصل بنا   |  
مقالات اليوم
حجم الخط :
عدد القراءات:
8012
23-04-2014 09:18 PM

نتائج الإنتخابات




حسين فوزي

في الدول الديمقراطية العريقة ليس هناك حزب حائز على الأغلبية باستمرار، وليس هناك حزب اقلية مقدر له ان يظل كذلك. فالحزب الأشتراكي الفرنسي بعد انقلاب الجنرال ديغول لحل القضية الجزائرية، اقصي عن السلطة، وظل ميتران يخوض انتخابات الرئاسة مراراً ليفشل.وعاقب الناخبون الأميركيون الحزب الجمهوري بعد فضيحة ووتر غيت فجاؤوا بالديمقراطي البعيد الآفاق جيمي كارتر، لكنهم بعد ولايته الأولى أعادوا الجمهوريين للحكم في شخصية ريغان الحازم.

وقبلهما اقصى الناخبون البريطانيون حزب المحافظين بقيادة تشرتشل بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، برغم قيادته بريطانيا نحو النصر، لكن تقشف الحرب وخسائر الدماء ادت إلى تخويل الناخبين حزب العمال إدارة البلاد، وهناك من رأى بأن تولي حزب العمال السلطة بعد الحرب العالمية الثانية بكل المشاكل الاقتصادية المتراكمة عن حرب كونية، كان أفضل للمحافظين بالقائهم اعبائها على حزب العمال ينوء تحت ثقلها، مثلما يلقي الملاكم المنهك بثقله على خصمه الذي اشبعه ضرباً ليستريح ويسترجع قواه.نحن في العراق لا نفهم عملياً ممارسة التبادل السلمي للسلطة، ليس فقط على مستوى الحكام، بل بقية المجتمع: الإعلام والمواطنين وبقية المؤسسات، فمن يخرج من الحكم ينظر له على انه "مقهور كسره خصمه، وعلى الجميع طاعة القوي الماسك بالسلطة"، وتبدو السلطة لنا امتداد لسلطة خلفاء الدولتين الأموية والعباسية كذلك العثمانية، حيث أن للحكام صلاحيات بلا حدود في كل شيء، بالأخص الصرف و"معاقبة" الخصوم.

وهي نظرة بعيدة عن قيم الدولة الديمقراطية التي شُيدت في العراق بعد خلع النظام الشمولي بناء على قرارات اممية ملزمة.ويتنمر الإعلاميون في التعامل مع القوى السياسية الضعيفة مقارنة بالقوى الحاكمة، أو بالعكس، وفي كلتا الحالتين تغيب قيم المهنة في نقل الحقائق والنقد البناء. وكأن الإعلاميين خصوم الضعفاء أو اعداء السلطة التي المفترض انها مدنية ديمقراطية تستوعب النقد، وبالمقابل على الناقدين الألتزام بالموضوعية والأمانة.ومع اقتراب موعد الانتخابات فأن تحزباً متشنجاً يسود الساحة، بالأخص لدى وسائل الإعلام، وبعضها مفهوم موقفه بحكم عقود الإعلان السرية والعلنية المبرمة. لكن ما يؤسف له هو ان البعض يشيع العداء والتشنج بالأقل، بعيداً عن تأكيد كون الانتخابات وسيلة للتعبير عن ثقة المواطنين وتكليفهم لطرف بتولى ولاية السلطة لفترة زمنية محددة، والفوز لا يعني شطب الآخرين، سواء أكان الأمر متعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية أو اغلبية.

من ناحية اخرى فأن العديد من السياسيين يتحدث عن لجم الآخرين بـ"حكومة" الاغلبية، في حين أن هذه الحكومة معنية قبل غيرها باحترام طروحات المعارضة والأستماع لتحفظاتها، لأن الحكومة والمعارضة ركانان من اركان الدولة الديمقراطية القائمة على تخويل الإنتخابات.وعسى ان يكون لدى الناخبين الوعي في مكافأة من صدق بتنفيذ برامجه والحذر كل الحذر ممن يتخلى عن كل ما طرحه من اجل الفوز بالسلطة.



اضف تعليق
اضف تعليقك
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم:
البريد الالكتروني: اظهار البريد الالكتروني
التفاصيل: